لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
153254 مشاهدة print word pdf
line-top
معروف الكرخي

...............................................................................


مثل معروف الكرخي قبره موجود في مصر ويتوافد إليه خلق كثير يتعبدون عند قبره؛ حتى يقول بعضهم: قبر معروف الترياق المجرب، أي: الدواء النافع. شبهوه بالترياق: وهو الدواء الذي يعالج به مَنْ أكل السم؛ حتى يطيب، الترياق المجرب. انخدع كثير من الناس به عند قبره وفي مكان بعيد؛ حتى في البحار يدعونه: يا معروف أنجنا.. يا معروف خذ بأيدينا.. يا معروف اشفع لنا، ارزقنا. فالذين عند قبره يتعبدون ويدعونه، والبعيدون يهتفون باسمه، ويكثرون من دعائه ومن التضرع إليه، ينخدعون بكثير من الحكايات التي تحكى عن الذين يأتون إليه.
كثير من هؤلاء الذين يأتون إلى قبره، ثم يقع لهم حالة يروونها وقد يزيدون فيها، فيقول أحدهم: دعوت معروفا فنجاني، أو استشفعت به فشفع لي، ونفعني، ووفى ديني، ونصرني، ورزقني مالا وأولادا، وآتاني من كذا، وأعطاني، وأوفى عني، فتكون فتنة لكل من يستمع عنه.
هو متوفى في القرن الثالث، وله ترجمة مشهورة في كتب التراجم، في الطبقات، وفي البداية والنهاية، وفي سير أعلام النبلاء، وفي التاريخ الكبير -تاريخ الذهبي - وغيرها، والحكايات التي تنقل عن الذين يأتون إليه كلها أو جلها لا أصل لها. معروف كان من الزهاد الذين زهدوا في الدنيا، وتعبدوا وتقشفوا، وانقطعوا عن الشهوات، فكان من الصوفية المعتدلة الذين يتعبدون بالعبادات الشرعية، وينقطعون عن الشهوات، وعن الملذات الدنيوية من باب التقشف، فأما أنه يستغاث به أو يدعى مع الله فإن ذلك هو الشرك.

line-bottom